من الضروري أن نلاحظ أنه في هذه التجارب اللاحق ذكرها، لا يمكن أن يتغير الماضي بأى حال بأفعال الحاضر،ولا يستطيع أى تعديل ذكي على التجارب أن يحقق هذا الهدف الزلق. وهذا يثير سؤالا: إذا كنت لا تستطيع تغيير شئ ما قد حدث بالفعل،فهل يمكنك أن تفعل أفضل شئ تالي ألا وهو محو تأثيره على الحاضر؟ بدرجة أو بأخري، أحياناً قد يُقدَّر لهذا الخيال أن يتحقق. فقط عندما يبدو أن حدثاً ما في الماضي يقف للحيلولة دون حدث آخر في المستقبل،هل لنا أن نفكر بأن شيئا ما قد انحرف عن المسار إن تم اخبارنا أن هذا الحدث المحال الحدوث قد حدث بالفعل؟ ممحاة الكم تم اقتراحها لأول مرة عام 1982 من قبل مارلان سكولي وكاي دروهل، للتلميح لهذا النوع من الغرائبية في ميكانيكا الكم.
نسخة بسيطة من تجربة ممحاة الكم استفادت من إعداد الشق المزدوج المعدلة بهذه الطريقة. بوضع جهاز للعلامات أمام كل شق ليُـعـلـِّم أى فوتون عابر فيخبرنا من أى شق قد عبر. السؤال عن كيفية وضع علامة علي الفوتون، كيف تضع مكافئ لـ “س” على فوتون عَبر من الشق الأيسر، و “م” على فوتون قد عَبر من الشق الأيمن،هو سؤال جيد، ولكن التفاصيل ليست ذو أهمية تقريبا، تعتمد العملية على جهاز يسمح للفوتون بحرية العبور من شق ولكن يجبر محور دورانه ليشير باتجاه معين.إن أثرت الأجهزة أمام الشقين الأيمن والأيسر بمغزلية الفوتون بطرق محددة ومتمايزة عندها شاشات الكشف الأكثر دقة لن تقوم فقط بتسجيل نقطة على تأثير موقع الفوتون ولكن ستحتفظ بسجل اتجاه مغزلية الفوتون وبهذا ستكشف أى شق عبره الفوتون فى طريقه حتى الأجهزة الكاشفة. عند تشغيل تجربة الشق الزدوج بالعلامات،لم تصنع الفوتونات نمطاً متداخلاً
حتى الآن يجب أن يكون التفسير معروفاً، بدون مزج مسارات فوتونات الشق الأيمن والأيسر فلا وجود لاحتمالات النمط المتداخل.
أما فكرة سكولي ودوهلي تقول،ماذا لو قبل أن يصطدم الفوتن بشاشة الكشف، تقوم بالقضاء على إمكانية تحديد أى شق عبر من خلاله أى فوتون بمحو العلامة المطبوعة بجهاز العلامات،بدون الوسيلة التى تستخرج المعلومات عن مسار الفوتون،هل ستعود كلا الفئتين من التاريخ إلى الملعب لتسبب من جديد نمطا متداخلا؟
عند تشغيل أجهزة العلامات،نتخيل أن الفوتون يتصرف بطواعية كجسيم،عابرا خلال الشق الأيمن أو الأيسر. لو بطريقة ما قبل أن يصطدم الفوتون بشاشة الكشف،نمحو علامة ال”ش” التي يحملها،سيبدو من المتأخر جدا السماح للنمط المتداخل ان يتكون. للتداخل،نحتاج من الفوتون أن يتصرف كموجة.يجب أن يعبر خلال كلا الفتحتين بحيث يتمكن من الاختلاط مع نفسه خلال طريقه حتى شاشة الكشف. ولكن علاماتنا الأولية”من خلال جهاز العلامات” تضمن أن يتصرف الفوتون كجسيم وأن يسافر عبر واحدة من الشقين سواء الأيمن أو الأيسر،لتمنع النمط المتادل من الحدوث.
فى تجربة أجراها رايموند كايو،باول كوايت وإفرايم شتاينبيرج كان نفس إعداد التجربة القديمة بالإضافة إلي جهاز محو وُضع أمام شاشة الكشف. وثانيةً ليست التفاصيل بجوهرية ولكن باختصار، جهاز المحو بغض النظر عما إذا كان الفوتون دخل من الشق الأيمن أو الأيسر يعمل على ضمان أن حركته المغزلية سيتم التلاعب بها لتشير إلى اتجاه موحد ثابت. فالفحص اللاحق للحركة المغزلية لن ينتج أى معلومات عن الشق الذى عبر خلاله ولذا فعلامة الشق قد تم محوها. واللافت ان الفوتونات التى اصطدمت بالشاشة بعد عملية المحو قد أنتجت نمط متاخل.
عند وضع جهاز المحو أمام شاشة الكشف،فأنه يبطل، يمحو تأثير عملية تعليم الفوتونات”من أى شق قد عبرت”. من حيث المبدا هذا النوع من المحو يكن أن يحدث بعد عدة بلايين من السنيين من تأثيير ما سيتم احباطه. وكنتيجة لهذا سيتم التراجع عن الماضي،حتى الماضي القديم.
من كتاب نسيج الكون ل برايان جرين.