ماذا لو…….. أن أغلب الواقع مخفي؟!

mg22730330.200-1_800
صرح ستيفن هوكنج ذات مرة قلائلا: “إن هدفي بسيط.” “إنه استيعاب حقيقة الكون، لماذا هو بالصورة التي هو عليها ولماذا يتواجد من الأساس.” هذا، باختصار هو المانيفستو العلمي-طموح، ربما، لكن على الأقل ممكن نظريًا.
لكن ماذا إذا لم يكن الأمر كذلك؟

ليس هناك نقص في الدلالات علي أنه من المحتمل أن نجد قيودًا تحد من مدي قدرتنا علي استخدام العلم في اكتشاف الواقع. فعلي سبيل المثال، نظرية الأوتار، والتي يعدها الكثير من الفيزيائيين أفضل مراهناتنا لنظرية موحدة في الفيزياء، تقترح ما بين 10 إلى 26 بُعدًا زمكانيًا، أغلبهم مخفي بإحكام لدرجة يتعذر معها الوصول إليهم افتراضيًا. قد يكون هذا بمثابة رد الباب في وجه الباحثين عن حلول الألغاز مثل لماذا الجاذبية ضعيفة، أو كيف تُسرّع المادة المظلمة الخفية من تمدد الكون.
مصادم الهادرونات الكبير المعاد تشغيله في CERN قرب جنيف، سويسرا، أحد الأماكن التي يبحث فيه العلماء عن أية تلميحات عن الأبعاد الخفية. دايفيد بيرمان بجامعة الملكة ماري بلندن مطمئن حيال فكرة الأبعاد الخفية قائلًا: هل يهم الأمر إذا كنا نجلس على المقاعد البعيدة في المسرح الكوني؟ “لطالما كان العلم أداة تقريب للواقع.”
والأكثر إلغازًا، أنه ربما كان كوننا مجرد واحد من بين ما لا يحصي من الأكوان. قد يكون تسارع الزمكان المتهور قد نحي البقع المفردة بعيدًا جدًا وانفصلت لتصبح مستقلة بذاتها. فجزء ضئيل من هذا “الكون المتعدد” الشاسع من الممكن أن يوفر قوانين صديقة للحياة ككوننا. وبالتالي قد تكون قوانيننا الفيزيائية غير ممثلة للكل.

مصادم الهدرونات الكبير

مصادم الهدرونات الكبير

يقول ألكسندر فيلنكن Alexander Vilenkin من جامعة Tufts: لم نستطع بعد أن نتصور كيف يمكن أن نصل للأجزاء الأخرى للكون المتعدد، لكن إثبات أنها موجودة قد لا يكون بعيد عن مستطاعنا. إن تداخل الأكوان ببعضها البعض جراء اتساعها قد يترك علامات تُري من على سطح الأرض، ربما في إشعاع الخلفية الكونية الميكروويفية Cosmic microwave background، تلك الأشعة العتيقة التي تتخلل سماءنا.
هذا قد يكون مجرد أخر إعادة تقييم لموضعنا في الكون. “فقديما، اعتقد البشر أننا مركز الكون، لكن منذ كوبرنيكوس وحتى الآن ونحن في إنحدار عن ذلك الموضع. لعله من الأفضل أن نعتاد على ذلك”
في الكون المتعدد الكمومي، فإن الأشياء حتى أقل استقرارًا. فالنتائج الغريبة للنظرية الكمومية-كمثل أن القطة حية وميتة في نفس الوقت-تُفسَر بتفسير تعدد العوالم، والتي تقول إن الكون ينقسم كلما نظرنا إليه. وهذا من شأنه أن يخلق أكوان جديدة يمثل كل واحد منها كل نتيجة محتملة لملاحظاتنا.

Ilc_9yr_moll4096

صورة توضح الإشعاع الكوني الميكرويفي مصورًا الكون الوليد وتذبذبات الحرارة فيه متمثلة باختلاف الألوان

لكن ماذا بشأن الأخلاق اذا كان هناك عدد لا يحصي من العوالم، يحتوي كل واحد فيهم علي نسخة قريبة التطابق لكل منا؟ هل نحن مسئولون عنهم جميعا؟ يقول ديفيد بابينو David Papineau، الفيلسوف بجامعة الملك بلندن: هذا يختلف من موقف لآخر. على الناحية الأخرى، إذا فررت بفعلتك هاهنا، لا تعتقد أنك فعلت هذا في أي مكان آخر. “إذا تسبب سلوكك بنتائج مريعة حقًا، ففي العوالم الأخري حيث يظهر صدي أفعالك ستجد الناس مجروحين ومشوهين بسبب إهمالك.” في نفس الوقت، اذا كان للسلوك المتعقل له نتائج عكسية عن تلك الناجمة عن الإهمال، فاطمئن أن أغلب “ذواتك” الآخرين على الأرجح أفضل حالًا.
إن مثل تلك الأسئلة قد تبدو كتخمينات واهية الآن، لكن قد لا تظل هكذا دوما. لربما نسافر إلى كون آخر أو نزور عوالم في أبعاد أخري، ونحكم على الأشياء بأنفسنا. يقول بيرمان: “هناك غطرسة هائلة وتبجح عند هؤلاء الناس الذين يضعون حدودًا بخصوص ما نستطيع يوما من الأيام رؤيته.” “لماذا ينبغي أن تكون فترة حياة البشر مقياس للحكم علي التطور العلمي؟”

مصدر المقالة: https://goo.gl/xSZe64

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s