الشيعة الاسماعيلية (الحشاشون)

اطلق على الشيعة الاسماعيلية (النزارية ) خصوصا اللى فى سوريا حيث لم يرد ان قلعة ألموت فى ايران يسكنها الحشاشون (الا فى كتابات الرحالة ماركو بولو ) فحشاشون كلمة سورية محلية اطلقت على الشيعة الاسماعيلية لاسباب كثيرة مثيرة اغلبها اسطورى وقائم على عدم معرفة بما كان يدور داخل قلاع الحشاشين الا ان برنارد لويس صاحب كتاب الحشاشون فرقة ثورية فى تاريخ الاسلام يرجح ان الكلمة وان كانت مشتقة من الحشيش (القنب الهندى ) المعروف انه مخدر الا انها كانت مجرد الحط من قيمتهم ومن قيمة عقائدهم واتباعهم
ان كلمة Assassin كانت الاول فى الفرنسية (hassassin ) واللى كانت مقابلة فى النطق لحشاشين

لكن الاش (H) زالت بعد كده فى التصحيف (تحريف كلمة بتحويل وضع حروفها أو تحويل أحدها إلى آخر يشبهه في الرَّسم ويخالفه في النَّقْط ) ومنها يشتق (assassination ) وهو الاغتيال
كمان ممكن حد يلاحظ مع قليل من التدقيق ان عدم خوف فرسان المعبد والاسبتارية من الحشاشين مش دافع ان الحشاشين يدفعوا ليهم الجزية كما ذكرنا فى موضوع عبرة من التاريخ
بداية القصة ان فى بداية مجيئ فرسان الاسبتارية بعثوا الى الحشاشين الجزية فرد عليهم الحشاشون “ان ملككم يعطينا فهل تاخذون منا ” وعندئذ هاجمهم الاسبتارية وغنموا منهم مغانم كثيرة
كمان الصورة اوسع من كده لان حشاشين سوريا المنبثقين من حشاشين ايران واللى ظلوا فترة طويلة تحت قيادتهم مكانوش بالقوة من حيث العدد او عدد القلاع زى ايران
اسماعيلية ايران كانوا يمتلكون عدد كبير من القلاع كما انهم مسيطرين على عدد من القرى والبلدان حواليهم لكن وجود حشاشين سوريا فى المنطقى المأزومة بالحروب الصليبية كمان باعدائهم من السنة وكمان الاسماعيلية المستعلية(الخلافة الفاطمية )_باعتبار الحشاشين شيعة اسماعيلية نزارية _ فى مصركان بيواجه صعوبة ترسيخ اقدامهم فى المنطقة
كمان فى شئ مهم ان الصليبيين كانوا فى هجومهم على قلاع الحشاشين ذوى باس لذلك كان يخافهم الحشاشون
كمان نقطة مهمة ليه الحشاشون بالتنظيم اللى كان عليه الفرسان دول ميحاولوش يقتلوا الواحد ورا التانى لحد ما يخلصوا على الكفاءات ؟ لان الحشاشين كانوا مع ضعف عددهم مكانوش حمل انهم يضيعوا ارواح الرجال هدر مع النقص العددى والاستراتيجى دى حتى كان ممكن الامام فى ايران ميعتمدش على حشاشين سوريا بانه يبعت الناس من عنده يقوموا بالمهمة المطلوب تنفيذها
كل اللى كانوا بيحاولوه انهم يتكيفوا حتى لو وصل انهم يعقدوا اتفاقيات مع السنة كمان زى ما حصل وعقدوا هدنة مع صلاح الدين خلال تواجد صلاح الدين فى مصر لانه هو كمان كان شايف خطر من نفسه عليهم بعد ما هددوه فى عقر بيته قبل كده بعد تهديدات متبادلة وفى قصة طريفة بتحكيها ادبيات الاسماعيلية حصلت مع صلاح الدين وهى على لسان كمال الدين نقلا عن اخيه فيقول “ان سنان (قائد الحشاشين السوريين ايام صلاح الدين ) أرسل مبعوثا إلى صلاح الدين وأمره ان يسلم رسالته اليه دون حضور أحد فأمر صلاح الدين بتفتيشه وعندما لم يجدوا معه شيئا خطيرا أمر صلاح الدين بالمجلس فانفض ولم يعد ثمة سوى عدد قليل من الناس، وأمر المبعوث ان ياتي برسالته، ولكن المبعوث قال: “امرني سيدي الا أقدم الرسالة الا في عدم حضور أحد” فامر صلاح الدين باخلاء القاعة تماما الا من اثنين من المماليك يقفان عند رأسه وقال: “ائت برسالتك”، ولكن المبعوث اجاب: “لقد أمرت بالا أقدم الرسالة في حضور أحد على الإطلاق” فقال صلاح الدين:”هذان المملوكان لايفترقان عني، فاذا أردت فقدم رسالتك والا فارحل” فقال المبعوث:”لماذا لاتصرف هذين الاثنين كما صرفت الاخرين؟” فأجاب صلاح الدين:” انني اعتبرهما في منزلة أبنائي وهم وأنا واحد” عندئذ التفت المبعوث إلى المملوكين وسألهما:” اذا امرتكما باسم سيدي ان تقتلا هذا السلطان فهل تفعلان؟” فردا قائلين ‘نعم’ ، وجردا سيفهما وقالا:”امرنا بما شئت” فدهش السلطان صلاح الدين وغادر المبعوث المكان وأخذ معه المملوكين، ومنذ ذلك الحين مال صلاح الدين إلى مسالمة سنان والدخول معه في علاقات ودية ”
اخيرا وليس اخر لا ننسى النزعة الفلسفية العلمية القوية والمؤثرة التى جذبت لها واحد من اعلام الطب والفلسفة آنذلك الا وهو ابن سينا فالاسماعليون لم يشتهروا فقط بالقتل والاغتيال فقد اشتهروا ايضا بالعلم والفلسفة والذى يدلل على ذلك كتابهم الجامع “رسائل اخوان الصفا وخلان الوفا “والذى يجمع فصولا متعددة فى النجوم والفلك والهندسة والاعداد والطبيعة والاخلاق والجغرافيا والشرائع عندهم