عن تقييم الكتب ومراجعاتها واشياء اخرى

 

تقييم الكتب بالنسبة لى شئ معقد جدا
اذ انه مش من السهل انك توصف اعجابك بكتاب معين برموز زى الارقام لا تحمل سوى دلالة كمية بالنسبة لماذا ؟! فالمعيار الواجب القياس عليه مقارنة بالارقام شئ صعب وان كانت الجودريدز سهلته شوية فبدلالة تقييم الرقم واحد كده :الكتاب معجبنيش والرقم اتنين : ان الكتاب جيد وتلاتة حبيته اربعة حبيته جدا خمسة الكتاب كان رائعا

كمان الجودريدز وفرت وقالت ما لا تستطيع قوله بالكم والارقام اكتبه بالكيف اكتب الريفيوهات بتاعتك عن كل كتاب تكتبه
انا بالنسبة لى مش فاضى كل كتاب اخلصه اعمله ريفيو لان الريفيو بمثابة قراءة تانية للكتاب (وان كنت اتجاوزت المشكلة دى بعدين انى اعمل ريفيو اثناء القراءة) بغض النظر انها تختلف تماما عن القراءة الاولى من حيث كم الاستفادة ومن حيث صيرورة الانوية (ان الانا متغيرة كل يوم ) فانت بتشوف كل يوم شئ جديد وبتشوف النهارده حاجة مكنتش شايفها بمعنى ان قراءاتك للشئ وفهمك له بيختلف باختلاف ذاتك الغير ثابتة
“انت لا تعبر النهر مرتين ” كما قال هيرقليطس
طبعا الجملة دى ليها تأويلين بس انا اقصد تأويل واحد بالرغم من ان الاتنين مترابطين وكلاهما مؤثر فى الاخر
*الاولى :ان النهر نفسه مش واحد لانه ماء جار وده مدلوله صيرورة المجتمع وتغيره وتحوله وبالتفسير ده استخدمه كارل بوبر فى نقده للتاريخانية الماركسية القائلة بامكانية التنبؤ التاريخى للاحداث اذا عرفنا القواعد الحاكمة للتاريخ
*الثانى : انك لست انت من تعبر النهر مرة ثانية فبالاضافة الى الخبرات المضافة من المرة الاولى والخبرات الاخرى وهذا التفسير شارح لصيرورة الانوية
وبصراحة انا جربت اعمل ريفيو قبل كانت على ما اعتقد كان لرواية “شرف كاترينا بلوم الضائع ” اتذكر ان انا معملتش حاجة غير انى صغت الرواية من منظور تانى خالص بتحويل اعماق كاترينا لكهف يسكنه وحش غاضب اثار غضبه الكلمات والاشاعات المغرضة التى كانت تلاحقها فى وسائل الاعلام !!!
وكتاب تانى اسلام بلا مذاهب عملت ريفيو لكذا فصل فى الاول منه لحد الخوارج وكنت مدون باقى الملاحظات التانية فى ورق بس اللى نشرته واللى صيغته ونسقته كان لحد الخوارج لان الوقت مكانش مساعد وكان ورايا امتحانات وكانت المراجعة تحتاج قراءة تانية للكتاب وانا كنت شايف ان الوقت ده اولى بيه كتاب تانى ومكملش الريفيو !!!
الريفيو الاخير اللى كتبته وسجلته بملاحظاته كان على كتاب عمرو شريف رحلة عقل وكنت مهتم انى اعمل الريفيو وانا بقرا الكتاب لان ده اسهل وافضل لكنه كان يستلزم منى انى ابقى قاعد قعدة الثانوية العامة فى المذاكرة واللى عمرى ما عملتها غير فى الفرنساوى (بالورقة والقلم ) ومش عاوز اقول ان الوضع ده وضع سخيف جدا بالنسبة لىده غير ان الحكم الذاتى السابق على قراءة الكتاب ساعات كتير بيبقى سئ يعنى مثلا كتابات على الوردى او الصادق النيهوم انا كنت قبل ما اقرالهم فى علاقه اشبه بكره او تعصب تجاههم من كتر الانتقادات اللى كنت بسمعها عنهم او حتى من مجمل كتبهم او افكار منتزعة ومقصوصة خارج سياقها تحس انها بتهاجمك انت وافكارك !!! لكن بعد ان تقرا لهم تدخل فى عالم تانى خالص تناولك للمحتوى الفكرى للكتاب يختلف خصوصا مع اسلوب على الوردى الاخاذنقاط للحكم على الكتاب بين يديك :
*الحكم على الكتاب بعامة : كاسلوب الكاتب وصيغه اللفظية القديمة او المحدثة (بمعنى اعتماده اسلوب الخطابة وتزويق وتنميق الكلام حتى ولو مضمونه صفر وده اغلب الاسلوب القديم اما مخاطبة العقل بالحجج المنطقية والكلام العلمى هو الخطاب الحديث الان )وموضوع الكتاب ومدى اهمية الموضوع او القضية المثارة حاليا سواء للفرد او المجتمع (الكتاب ممل او لا )
*كمان الحلول اللى بيقدمها الكاتب للمشكلة دى كلها عناصر تؤخذ فى الاعتبار متكاملة مع بعضها
يعنى بمناسبة الحلول وكده فى كتاب محنة ثقافة مزورة للصادق النيهوم هذا الكتاب الفكرى الرائع الكاتب شرّح المسالة والواقع العربى الاسلامى بامتياز لكنه فى الحل قدم حلولا انا شفت انه نفاها قبل ما يقولها لانه قدم حل ماركسى ثورى للاسلام حل اقتصادى ماركسى وحل ثورى للاسلام مع انه شايف ان الاسلام سابق على ماركس فى ماركسيته الا ان الاثنان يجمعهما الآن سوء فهم من حامليهم بكلماته الدالة على ان الاسلام الثورى المطلوب دُفن مع على وابنه الحسين واحب اضيف “وكان عامل الخيانة القاتل معاوية !!!”
اما ماركس فقد خانه لينين فى التعبير عنه وعن نقل مبادئه نقلا امينا بمعنى اخر ان لينين خان ماركس من اجل الحزب ده انا اعتبرته نقد داخلى لانه كان بيحلم اننا نصحى الثورات دى تانى فى حين انها على حد تعبيره وئدت فى مهدها

*ماذا اضاف الكتاب لك

ده بيعتمد اذا كنت فاهم المحتوى وهضمته كويس ولا لا اولا
ثم ثانيا على مدى مطابقته لما تعرف او نقد لما تعرف
فاذا كان نقد لما تعرف (تختلف عن تضاد لما تعرف لان التضاد او الاختلاف بيبقى على حسب اعتبارات داخلية زى مثلا رؤية الاديان او المذاهب لبعضها البعض هى تضاد او اختلاف ايدولوجى وليس نقد لان النقد يفترض انك تملك دليلا خارجيا _من خارج المنظومة _ )# ففى تناوله لابد ان تلعب معه لعبة الاعتقاد والشك بمعنى ان تحاول ان تتعاطف وتعتنق وجدانيا فكر الكاتب وتحاول ان تفكر مثله وترى الامور من وجهة نظره وتتخذ اطاره المرجعى ثممن بعد ذلك يمكنك ان تلتزم فى الموقف النقدى كما ذكر عادل مصطفى فى كتابه “المغالطات المنطقية ” ببعض الثوابت على الاقل منها :
@فكر بنفسك لنفسك
@اكتسب القدرة على الانفصال عن رايك ونقده كما تنتقد اراء الاخرين
@لا تصدق كل ما تسمع ونصف ماترى
@كن على استعداد للتخلى عن رايك اذا تبين خطؤه
@لا تسقط رغباتك على الاشياء ولا تجعل امانيك معيارا للحكم على شئ
اما اذا كان الكتاب مطابقا لما تعرف فهل اضاف معنى جديد او اضافك افهاما لما تعرف او مجرد تكرار لفظى لما تعرف (لايفيد التوكيد الفعلى الا عند من يمشى على حسب قاعدة ما تكرر فقد تقرر )

 


#كل اللى قصدته ان مش معنى انك تختلف مع حد وان كلامك عليه ادلة نقلية من عندك او من داخل منظومتك المعرفية او حتى عقلية بديهية مرتبطة بثقافتك انك لك الحق انك تطلق على هذا الاختلاف نقد فمثلا
المسلمين مينفعش ينتقدوا دين كالمسيحية بادلة من داخل النص بتاع المسلمين (هو اختلاف او تضاد اقولك اه لكن مش نقد )

مينفعش احط بديهياتى اللى بستخدمها فى منطقى او ببنى عليها حججى انى انتقد بيها حجج الاخر
عاوز تنتقد انتقده بمنظومته هو بعد ما تعتنق فكريا ما يعتقد وتحاول تؤمن بالثوابت والبديهيات عنده بالاضافة الى العوامل الخارجة عن المنظومة زى الحقائق العلمية وخلافه
اتمنى اكون وضحت اكتر

 

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s