قبل ان نتطرق لفينوس السوداء فلنلق نظرةعلى فينوس البيضاء (الهة الجمال والجنس والخصوبة عند الرومان ) والمسماة بافروديت عند الاغريق طبعا كون انها الهة ده مكانش يمنع انهم يبصوا على اردافها بل ممكن تقول ان الالهة عند الرومان ومن قبلهم الاغريق كانوا تمثيل للقيم والجماليات اللى هم كمجتمع بيعزوها قوى ويرفعوا من شانها كون انها بيضة ده اول انعكاس لانها متنفعش تبقى سودا ولان السواد عندهم بيدل على العبودية والوحشية والحيوانية والدونية كما سنرى عند احفادهم حاجة تانية زى الارداف مثلا كانت عامل مهم فى حسهم الجمالى بالمرأة وكانوا بيفضلوها عن حاجات تانية بعكس احفادهم الاوربيين اللى هيخلى النساء تضع قضيب من حديد لتجعل الصدر بارزا ومرفوعا(كما يذكر رفاعة الطهطاوى فى مذكراته ) هما اللى هيخترعو الكورسيه (اللى هيخنق الخصر ويبرز الثدى والارداف ) هيتبع ذلك ال (bra) بانوعها الصلبة او اللينة حسب الطلب وكما ذكر انيس منصور من قبل فى احد مقالاته ان كتاب صدر بالايطالية عنوانه (انتهى عصر اللبن الطبيعى ) الذى تتحدث فيه مؤلفته عن ولع الرجال بصدر المرأة ,وبالتالى خلقوا مجالا او حلبة جديدة بولعهم هذا لتنافس النساء فيه بان يكون للصدر مواصفات خاصة بان كان يكون متوسط الحجم مستديرا ولهذ توقفت النساء عن ارضاع اطفالهن استعدادا لخوض غمار تلك الحلبة الجديدة بينما تاتى فى الصفحة الاولى عبارة على لسان احدى ممثلات هوليود
” لو كان صدرى اكبر قليلا لحكمت العالم ” !!!
بالرغم من ان بعض علماء الانثروبولوجى شايفين ان الصدر مثلا مجرد انعكاس للاعجاب بالارداف فالصدر فى الامام يقابل الارداف فى الخلف
ده غير علماء البيولوجى وعلم النفس التطورى شايفين ان الارداف تمثل صفة جذابة للذكور من حيث دلالتها على الخصوبة ومدى اتساع الحوض وده طبعا عند النساء واللى بيساعد على كده هرمون الاستروجين اللى بيساعد فى استدارة الردف ويخزن الدهون فى تلك المنطقة وبعد فبخصوص الرومان فتقدر تعتبر ان الاله بيمثل ليهم كل ما يحبون وما يقدروه وما يقدسوه كمجتمع ولذلك فانك ترى الفيلسوف اكسانوفان الذى رفض ذلك التصور لتلك الالهة معلقا انه “من السذاجة ان نعبد الهة تسلك سلوكا لا اخلاقيا وغير معقول ” وتراه يقول ايضا ” لو كان للحيوان يد واستطاع ان يرسم لرسم الها يشبه الحصان ” وهذا تعبير بليغ يصور ان تلك المجتمعات انما يعبدون اهواءهم وما يصطلحون عليه من القيم او هكذا فعل الانسان الاول عبد نفسه فى آلهته !
نرجع للجمال المرأة ونقول ان الارداف كانت عامل حاسم وكانوا بيشوفوا فى الردف علامة دليل على منحة من الالهة فينوس الا وهى”Dimples of venus ” ودى عبارة عن نغزتين فى اسفل الظهر اعلى الردف والدليل كمان على تقديرهم للارداف التماثيل اللى صنعوها ونحتوها تحت مسمى “فينوس ذات الارداف الجميلة ” (Venus Callipyge) والتى يصورون فيها فينوس وهى ترفع الرداء عن اردافها هذا بالنسبة الى اعالى الشمال فى امبراطورية روما
اما فى اقاصى الجنوب فى قارة افريقيا فتمثل لهم الارداف امرا محوريا فعلى لسان احد المستكشفين (مونجو بارك ) “والجمال الكامل تبلغه المرأة اذا ساوت بوزنها حِمل الجمال ” طبعا مش هتبقى كتلة هلامية من الدهون لا لانهم فى مرحلة ما الام بتساعد بنتها كى تكون اكثر جمالا بان تمرنها تمرينات تساعدها فى تكوين اجمل ردف بان تقف الفتاة على يديها معتمدة على الجاذبية فى استدارة الردف مساعدة بذلك هرمون الاستروجين فى عمله
مش كده وبس ده بتقوم بعد كده زى اختبارات قبلية (بين افراد القبيلة ) بتساهم فى اختيار اجمل واحدة اللى هى لما بيوقفوهم فى صف واحد بتبقى لديها ابرز ردف وبالتالى بيحلو لى ان اعدل على كلمة مونجو بارك بان “اجملهن اردفهن ” اى من تمتلك اجمل ردف
طبعا اختيار اجملهن على مستوى الجيل القبلى مبيستحقهاش فى الزواج اى حد كده لا طبعا ده بيتم على خط موازى اختبارات اقسى للذكور ويل ديورانت فى قصة الحضارة بيشوف الاختبارات دى معادلة لاختبارات الطبيعة التمحيصية على اساس قوانين التطور (البقاء للافضل)
وعلى ذكر التطور وداروين ففى سنة 1810(بعد ولادة داروين بسنة) كان هناك عرض سيرك فى شارع 225 ميدان بيكاديللى فى لندن مقابل شلنات معدودة(شلنين تحديدا وبدفع السعر مضاعفا يمكن لمس مؤخرتها او نكزها )كانت سارة بارتمان (لعلنا نفرد لها ولقصة حياتها مقال خاص بسبب اللبس الذى اعترى شخصيتها وان لم تكن محل اهتمام الكثيرين )تقف على خشبة المسرح تغنى وتتحرك امام الجمهور يعرضها سيدها الهولندى سيزر جسمها امام الجمهور العريض و كان اسمها الحركى (stage name ) فينوس الهتنتوت وقدمت على انها من عجائب الطبيعة خصوصا لو كانت مسخ ذى ارداف كبيرة
طبعا تسميتها بفينوس كان يحمل وجهان او دلالتان حسب المكان اللى جاءت منه سارة وهو مستعمرة الكيب (cape colony ) اللى كانت مستعمرة هولندية وبعدين اصبحت انجليزية بعد ما سافرت سارة للندن للعرض كانت الدلالة هى نفس الدلالة والشعور الذى يحمله كل انسان ابيض تجاه السود كان اطلاق اسم فينوس عليها كاسم حركى او مستعار كان دافعه السخريةوالاستهزاء والمزاح
بينما فى بلدها(او على وجه الدقة قبيلتها الخوى خوى او الهتنتوت ) كانت تمتلك سارة المقاييس المعتبرة للجمال كما ذكرنا سابقا لما اتكلمنا عن افريقيا عموما واعتباراتهم بالنسبة للارداف
وعنها يقول بريفو Robert Briffault “ان معظم الهمج يؤثرون ما نظنه نحن من اقبح ما تتصف به المرأة واعنى به الاثداء الطويلة المتدلية ” اما دارون فيقول “ان من المعلوم لنا جميعا ان الارداف لدى نساء الهوتنتوت تبرز بروزا عجيبا ”
طبعا الارداف مكانتش المميز الوحيد لديها وان كانت ابرز ميزة فلقد كان لديها ايضا الاثداء المتدلية الطويلة التى يشيرا ادوارد غاليانو فى كتابه مرايا انها يمكن الرضاعة منهما من وراء ظهرها نظرا الى طولهما (متحدثا عن سارة ) ايضا كان لديها (labia minora ) الى حد يقول عنها ستيفن جاى جولد “labia minora,or inner lips, of the ordinary female genitalia are greatly enlarged in Khoi-San women, and may hang down three or four inches below the vulva when women stand, thus giving the impression of a separate and enveloping curtain of skin ”
كل تلك الصفات تلقى عند رجالهم اعجابا عظيما
عاوز اقول ان الاهتمام بالارداف حاليا زاد جدا لدرجة تلاقى فيها ممثلات كتير تهتم بيها لكن الابرز فى الموضوع كيم كارديشيان اللى امنت على اردافها بشئ وشويات كمان
طبعا كل الكلام ده كان مركز على تاريخ الارداف فقط دونا عن باقى المقاييس العالمية الاخرى والتى تتغير من مكان الى مكان وحتى لا ننسى ان الاهتمام بالارداف ورؤيتها عامل حاسم ومهم فى جمال المرأة بيختلف عبر العصور والبيئات ومش محتاج اذكر بمواقف الائمة المسلمين (السيوطى او النفراوى ) اللى الفوا عن الصفات المحمودة للمرأة ومنها (كبيرة الردف ان اقبلت فتنت وان ادبرت قتلت) كما يذكر النفراوى ده كلام مختصر عن رؤية العرب للارداف
حابب اضيف نقطة اخيرة ان ملامح الجمال عند كل مجتمع مختلف هناك المجتمعات اللى بتحاول تخفى الملامح دى لضمان حق المرأة بالحياة الشريفة وانها متبقاش مطمع الكل وطبعا الملامح دى بتبقى محرمات وهنا يصدق عليها قول فرويد ان المحرمات تختفى تحتها كل الرغبات القوية وفى مجتمعات تانية بتظهر الملامح دى عادى جدا فى سياق السماح للنساء بالتنافس فى ذلك المجال او من اجل ان كبت الرغبات دى احيان كتير بتتجاوز نتايج الكبت ده وبتضر المجتمع اضرار تتخطى المنافع العائدة عليه من اخفاءها او من اجل اسباب اخرى
وعشان كده مفيش مجتمع احسن من التانى من حيث طبيعة القيم لكن فى حالة النتيجة النهائية وهى مدى استفادة ونجاعة المجتمع واستقراره هو ده الاساس