ما علاقة داعش بالاسلام ؟!

ما بين واحد بيعتز بداعش وشايف ان دى الخلافة وده المفروض يحصل فى العالم وان الاسلام مش هينتشر غير بكده وواحد شايف ان ده متناقض تماما مع تعاليم الدين السمحة محدش عارف يجاوب هل ده اسلام ولا مش اسلام ؟
الجواب ان ده مش اسلام واسلام فى نفس الوقت !!!
انا عارف ان الاجابة تخض جدا خصوصا لو اعتبرها القارئ بحسه المنطقى متناقضة !!
بس الموضوع كبير ومش بسيط وجذوره من 1400 سنة تمتد حتى الان
من ايام خناقة (تقاتل ) على ومعاوية ومعركة الجمل وصفين اللى اتقتل فيهم كم هائل من الصحابة طبعا حصل انقسام سياسى بين الطرفين تبعه انقسام ايدولوجى بالمعنى السياسى الحديث للكلمة ان الطرفين كحزب ثورى معارض هم على واولاده واحفاده و شيعته (الشيعة )وحزب يمينى قاعد على حجر السلطة (السنة ) طبعا كل فرع مثِّل نسخة من الاسلام كل واحد كان له عقائده باحاديثه بفقهاؤه بشعائره المتناقضة احيانا عشان تغيظ الطائفة التانية او تخالفها وخلاص (زى اختتام اذان الفجر ب الصلاة خير من النوم 1 ) بل ان كان لكل واحد بعد كده سلفه الصالح من الصحابة الاولين يعنى مثلا الشيعة بيوقروا قبل اى حد سلمان الفارسى وابوذر وعمار بن ياسر والسنة بيوقروا الخلفاء التلاتة الاوائل اكتر من اى حد تانى
الخليفة الرابع عند السنة وهو على هما طبعا بيوقروه وبيحترموه بس تحس ان فى مشاكسة عليه بمعنى ان ممكن السنة ينكروا احاديث او يضعفوا احاديث وردت فى محامده عشان يغيطوا الشيعة مش اكتر ببساطة بيقابلوا غلوهم بغلو !!!
طبعا سلسلة الانقسامات لم تنته الى هذا الحد بل ان داخل كل طائفة ظهر مسائل تانية استلزم الخلاف عليها تكوين فصائل جديدة تميل انها تكون فصيلة مستقلة المثال على كده الخلاف الفقهى طبعا مش عاوز اقول ان الفقهاء داخل السنة (فضلا عن الشيعة ) مكانوش اربع مذاهب بس بل كانوا اكتر من ذلك كان لكل بلد زى طريقة فقهية يعنى كان فى المدينة فقهاء كتير اشهرهم مالك وفى البصرة والكوفة ومصر ومكة كل دول فيهم فقهاء كتير جدا بس كان الاربعة هما اللى عاشوا الى الان لاسباب سياسية بقدر كبير وزمنية وثقافية بالقدر الاخر بمعنى ايه زمنية ؟ بمعنى ان قبل اختلاط الاسلام بالامم التانية واطلاعهم على علم الاغريق وفارس والامم التانية مكانوش مهتمين او مكانوش يعرفوا المنهجية اللى ممكن يأسسوا عليهم اى علم كان فالعرب بطبيعة بيئتهم مش بتوع علم ممنهج مكتوب 2عشان كده بدات المنهجة والكتابة والتجميع بعد حوالى 100سنة من الهجرة اللى هو زمن الانفتاح ومعرفة علوم الغير !!
طبعا حاجة اكاديمية بحتة النقطة دى ومش لازم العامة يعرفوها هما اخرهم يعرفوا انهم اربعة بس
لحد هنا ونيجى عند الفقاء الاربعة دول ونقف وقفة تامل !!
هل كل الائمة دول متفقين فى الجانب العقائدى(الفقه الاكبر) اقولك لا لان الحنفيين بما انهم كانوا مدرسة الراى فكان منهم المعتزلة والشافعية الشافعى ادخل القياس وتاثر الشافعى بالمنطق خلى فيهم ان لم يكن اغلبهم اشاعرة ومالك وابن حنبل الاتنين رفعوا الحديث اللى هما جمعوه فى مسند كل واحد فيهم هو الدستور سواء فى مجال العقائد او مجال الفقه !!
طبعا ظهر فى الجانب الفقهى ومنهجية تناوله للمسائلة مدارس كتير منها المدرسة الظاهرية عند ابن حزم واللى هيتدخل و ياثر فى بعض المدارس الفقية الاربعة وائمتها اللى هييجوا بعد كده (تداخل المنهج الظاهرى واختلط كثيرا مع السلفية خصوصا عند ابن تيمية )
لحد دلوقت تقدر تقول بعيدا عن نسخة الاسلام الشيعىى بفصائله المختلفة واللى هتتفرع وهتزيد عبر الزمن بالتوازى مع نسخ الاسلام السنى ان كل طائفة من دول لهم فهم وتأويل للاسلام بنصوصه واللى هيخلى بعد كده لكل واحد فيهم نسخة من الاسلام تختلف عن الاخرى (طبعا لازم انوه ان كل نسخة بتعتبر نفسها الحق المطلق وباقى الفرق شايفنها اما هيعطفوا عليهم ويدخلوهم الجنة بتاعتهم ياما فى النار )
بعيدا عن كل الفرق والنسخ التانية دى انا من خلال تعرفى على الحنابلة ونسختهم عن الاسلام فاستطيع ان اقول ان داعش وليدة نصوصهم التى رضعت على حجر ائمتهم الاعلام البارزين بداية باحمد بن حنبل وانتهاءا بابن عبد الوهاب مرورا بالمحطة الكبيرة ابن تيمية
زى ما قولت ان التأويل والفهم باختلافه فبيولد نسخ وفرق فى الاسلام عبر السنين وده هيطبق عليه المقولة الاثيرة بالنسبة لى واللى بتقول (لا توجد حقائق ولكن تأويلات )
لدرجة انك متقدرش تنكرها لما تبص على الواقع السياسى المصرى مثلا ونظرة على السلفيين والاختلاف الشائع بينهم واللى بيولدلك نظرة مكثفة ازاى كل واحد معتمد نسخة من الاسلام
يعنى نسخة السلفيين مش بتقف عند هذا الحد بل تستمر فى التفرع وينتج قدامنا الانقسام اللى احنا شايفينه من مداخلة وجامية وسلفي الاسكندرية العلمية وسلفية المنصورة وسلفية جهادية والقطبيين وسلفية الاخوان اخيرا !!!

لما تشوف افعال داعش الشنيعة مع الطوائف الكتير المتعارضة معاها سواء المسلمين او غيرهم وتقارنها باعمال الرسول واخلاقياته مع المختلفين هتقول ان دى مش اخلاق الاسلام ولا اخلاق الرسول وتقعد مع نفسك تكرر وتعيد ان الدين مش كده
طيب الكلام ده تنظيره الكلامى فين وهل هو مستحدث ولا ايه
لو عاوز تعمق فى النظرة اقرا كتب بن عبد الوهاب وابن تيمية استاذه وطبعا انا هقصر الكلام واذكر امثلة من عند ابن تيمية والتى تمثل البناء النظرى لتلك الافعال :
:الكفار لا يملكون اموالهم ملكا شرعيا ولا يحق لهم التصرف فيها وفى ذلك يقول : وأما الكفار، فلم يأذن اللّه لهم في أكل شيء، ولا أحل لهم شيئاً، ولا عفا لهم عن شيء يأكلونه، بل قال‏:‏ ‏{‏‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏168‏]‏‏.
‏‏ فشرط فيما يأكلونه أن يكون حلالاً، وهو المأذون فيه من جهة اللّه ورسوله، و اللّه لم يأذن في الأكل إلا للمؤمن به؛ فلم يأذن لهم في أكل شيء إلا إذا آمنوا؛ ولهذا لم تكن أموالهم مملوكة لهم ملكاً شرعياً؛ لأن الملك الشرعي هو المقدرة على التصرف الذي أباحه الشارع صلى الله عليه وسلم، والشارع لم يبح لهم تصرفاً في الأموال، إلا بشرط الايمان، فكانت أموالهم على الإباحة، فإذا قهر طائفة منهم طائفة قهراً يستحلونه في دينهم، وأخذوها منهم، صار هؤلاء فيها كما كان أولئك‏.
‏‏ والمسلمون إذا استولوا عليها، فغنموها،ملكوها شرعاً؛ لأن اللّه أباح لهم الغنائم، ولم يبحها لغيرهم‏.
‏‏ ويجوز لهم أن يعاملوا الكفار فيما أخذه بعضهم من بعض بالقهر الذي يستحلونه في دينهم، ويجوز أن يشتري من بعضهم ما سباه من غيره؛ لأن هذا بمنزلة استيلائه على المباحات، ولهذا سمي اللّه ما عاد من أموالهم إلى المسلمين‏[‏ فيئاً‏]‏؛ لأن اللّه أفاءه إلى مستحقه؛ أي‏:‏ رده إلى المؤمنين به الذين يعبدونه، ويستعينون برزقه على عبادته؛ فإنه إنما خلق الخلق ليعبدوه؛ وإنما خلق الرزق  لهم ليستعينوا به على عبادته‏. وده اللى حصل مع مسيحيى الموصول وبناتهم واموالهم !!
ثانيا : انفس غير المؤمنين واولادهم وواموالهم مباحة :  لو سرق أنفسهم أو أولادهم أو قهرهم بوجه من الوجوه ; فإن نفوس الكفار المحاربين وأموالهم مباحة للمسلمين فإذا استولوا عليها بطريق مشروع ملكوها
ثالثا : معاداة الكافر وان احسن اليك :وليُعلم ان المؤمن تجبُ موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك. والكافرُ تجبُ معاداته وإن اعطاك واحسن إليك. فإن الله سبحانه بعث الرسلَ وأنزل الكتبَ ليكون الدينُ كله لله, فيكون الحبّ لاوليائه والبغضُ لأعدائه, والإكرامُ لأوليائه, والإهانة لأعدائه, والثوابُ لأوليائه والعقابُ لأعدائه”.
” لا شك أن المسلم يجب عليه أن يُبغض أعداء الله ويتبرّأ منهم لأن هذه هي طريقة الرسل وأتباعهم” ثم يقول ” أما كون المسلم يعاملهم بالرفق واللين طمعاً في اسلامهم وايمانهم فهذا لا بأس به, لأنه من باب التأليف على الاسلام, ولكن اذا يئس منهم عاملهم بما يستحقون أن يعاملهم”.
رابعا : وجوب اهانة غير المسلم واهانة مقدساته : فإن كل ما عُظم بالباطل من مكان أو زمان أو حجر أو شجر يجب قصد إهانته, كما تهانُ الاوثانُ المعبودة وإن كانت لولا عبادتها كسائر الاحجار”.

والكثير من البلاوى اذا تعمقت فى هذا الفكر سواء عند ابن تيمية او عند بن عبد الوهاب او شيخهم الكبير بن حنبل

ده ممكن متكونش نسخة الاسلام بتاعتك بس نسخة الاسلام بتاعت ناس كتييير تانيين !!!

---

 

 

1-ذكر ابن كثير فى حوادث سنة 448 عندما تولى ال سلجوق المتسننين الحكم “وفيها ألزم الروافض بترك الأذان بـ ” حيّ على خير العمل ” وأمروا أن ينادي مؤذنهم في أذان الصبح وبعد حيّ على الفلاح، “الصلاة خير من النوم ” مرتين، وأزيل ما كان على أبواب المساجد ومساجدهم من كتابة: ” محمّد وعليّ خير البشر “، ودخل المنشدون من باب البصرة الى باب الكرخ ينشدون بالقصائد التي فيها مدح الصحابة، وذلك أنّ نوءُ الرافضة اضمحلّ، لأنّ بني بويه كانوا حكاماً وكانوا يقوونهم وينصرونهم فزالوا وذهبت دولتهم-الشيعة- وجاء بعدهم قوم اخرون من الاتراك السلجوقية الذين يحبون اهل السنة ويرفعون قدرهم المحمود ابدا على طول المدى ”
2-
يذكر الجاحظ فى البيان والتبيان ج2 ص28 ان” كل معنى للعجم فانما هو عن طول فكرة وعن اجتهاد وخلوة وكل شئ للعرب فانما هو بديهة وارتجال وكانه الهام وليست هناك معاناة ومكابدة ولا اجالة فكر ” !!